الرئيسية \ تطعيم النباتات: مفهومه وتطوراته في عالم الزراعة
تطعيم النباتات يعد أحد التقنيات الحيوية الأساسية في مجال الزراعة والإنتاج النباتي.
وهذه التقنية تلعب دورا محوريا في تحسين إنتاجية المحاصيل الزراعية وتطوير أصناف نباتية جديدة مقاومة للأمراض والآفات.
في هذا المقال العلمي الموسع، سنستكشف مفهوم تطعيم النباتات، تاريخ تطوره، أنواعه، فوائده، التقنيات الحديثة والابتكارية، والتحديات المستقبلية المرتبطة به.
مفهوم تطعيم النباتات في الزراعة:
يتم تطعيم النباتات عن طريق إدخال جزء من نبات (عين أو قلم) إلى نبات آخر (الأصل) بحيث ينمو الجزء المطعَّم على الأصل وتتحد الأنسجة بينهما.
الهدف من هذه العملية هو الاستفادة من خصائص كل من النبات المطعَّم والأصل لتحقيق فوائد معينة، مثل زيادة المحصول أو تحسين جودة الثمار أو مقاومة الأمراض والآفات.
كما تتجلى اهمية التطعيم باعتبارها من التقنيات الحيوية الحاسمة في مجال الإنتاج الزراعي.
أهمية تطبيق تقنية تطعيم النباتات في الزراعة:
تتمثل أهمية تطبيق تقنية تطعيم النباتات في الزراعة في النقاط التالية:
1. زيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية: حيث يمكن للتطعيم تحسين صفات النباتات المرغوبة مثل الإنتاجية والجودة.
2. تحسين مقاومة النباتات للأمراض والآفات: من خلال استخدام أصول مقاومة للأمراض والآفات.
3. التكيف مع البيئات الصعبة: يمكن للتطعيم تحسين قدرة النباتات على التكيف مع الظروف البيئية القاسية كالجفاف أو الملوحة.
4. إنتاج أصناف جديدة: يساعد التطعيم في إنتاج أصناف نباتية جديدة بخصائص مرغوبة.
5. الحفاظ على التنوع الوراثي: حيث يمكن الاحتفاظ بالسلالات النادرة أو المهددة بالانقراض عن طريق التطعيم.
تاريخ تطور تقنية تطعيم النباتات:
تعود بدايات ظهور تقنية تطعيم النباتات إلى العصور القديمة، حيث كان الإنسان يقوم بتطعيم الأشجار والكروم بهدف تحسين الإنتاجية والجودة.
في القرن الثامن عشر، بدأت الدراسات العلمية المنهجية لتقنية التطعيم وتطويرها.
وفي القرن العشرين، شهدت هذه التقنية تطورات كبيرة سنتوسع في ذكرها فيما يلي :
في القرن التاسع عشر، قام العديد من العلماء بإجراء دراسات مفصلة حول تقنية التطعيم وتطبيقاتها في الزراعة.
على سبيل المثال، قام العالم الفرنسي توماس أندريه نوغريه بنشر أول كتاب متخصص في تطعيم النباتات عام 1821.
وفي نفس الفترة، قام العالم الألماني جوتليب فيلهلم بتحسين تقنيات التطعيم وتطبيقها على نطاق واسع في الزراعة.
في القرن العشرين، شهدت تقنية التطعيم تطورات كبيرة مع ظهور تقنيات متقدمة مثل التطعيم بالجينات والتطعيم النسيجي.على سبيل المثال، في عام 1935، قام العالم الأمريكي ويليام جيلبرت تايلور بتطوير تقنية التطعيم بالجينات لإنتاج أصناف نباتية جديدة.
وفي السبعينيات من القرن العشرين، ظهرت تقنيات التطعيم النسيجي التي أتاحت إمكانية إنتاج كميات كبيرة من النباتات المطعَّمة في وقت قصير.
اليوم، أصبح التطعيم أداة أساسية في تحسين وتطوير المحاصيل الزراعية، حيث يتم استخدامها على نطاق واسع في الزراعة التجارية والبحوث العلمية.
أنواع تطعيم النباتات:
يمكن تطعيم أشجار فاكهة إما بالبرعم أو التطعيم بالقلم.
التطعيم بالبرعم: وفيه يتم نقل خضري من نبات مرغوب ولصقه على نبات آخر (الأصل)، وتجرى هذه العملية في فترة نشاط النبات لتوافر إمكانية رفع اللحاء في كل من قلم التطعيم والأصل أيضاً.
يتم التطعيم على ارتفاع لا يقل عن 15 - 25 سم من سطح التربة على الأصل في مكان اسطواني وأملس خاصة في الحمضيات التي تصاب بالتصمغ في منطقة التطعيم إذا لامسها ماء الري.
ويراعى وضع البرعم في الجهة الشمالية للأصل لحمايتها من أشعة الشمس المباشرة حتى لا يجف ويموت.
ويتم التطعيم بالبرعم بالأشكال الآتية:
التطعيم بالبرعمة الدرعية.
التطعيم بالبرعمة الحلقية.
التطعيم بالبرعمة الرقعية.
التطعيم ببرعمة البيما.
التطعيم بالبرعمة الدرعية Shield budding
تستخدم هذه الطريقة في الأشجار المثمرة كافة تقريباً التي يسهل فيها فصل اللحاء عن القلف.
كما هو الحال في غراس التفاحيات واللوزيات والحمضيات والكيوي ...... وغيرها، عدا الأشجار ذات القلف السميك كالجوز أو القلف الرقيق الذي يصعب رفعه من الخشب كما هو الحال في الكرمة.
يؤخذ البرعم مع جزء من اللحاء على شكل الدرع مع مراعاة ترك عنق الورقة مع الرغم؛ إذ يمكن من خلاله إدخال البرعمة الدرعية تحت لحاء الأصل ، والاستدلال على نجاح عملية التطعيم من خلال سقوطه، كما يحمي البرعم من الضرر والجفاف.
تركب البرعمة الدرعية تحت لحاء الأصل بعد إجراء شق في اللحاء على شكل حرف T أو على شكل تي مقلوبة في الأشجار التي تحتوي على مواد راتنجية أو لبنية كالتين والتوت لتسهيل تصريف المواد الراتنجية وعدم تجمعها حول البرعم .
ثم يرفع اللحاء من الجانبين والرشق البرعمة الدرعية تحت لحاء الأصل بالاعتماد على عنق الورقة أو سكين التطعيم حتى ينطبق القطع مع الحرف T من الأعلى ثم يتم الربط من الأعلى باتجاه الأسفل تامین انطباق الأنسجة المولدة في كل من الطعم والأصل، ويراعى ترك البرعم ظاهراً دون تغطية.
تطوش الغراس أو يزال جزء من المجموع الخضري مع ترك بعض النموات الخضرية أعلى منطقة التطعيم لتأمين شد النسخ باتجاه الأعلى، مما يساعد في نجاح عملية التطعيم.
كما أن المجموع الخضري المتروك يقوم بعملية التمثيل الضوئي، ويؤمن الغذاء الضروري للطعم.
يتم الكشف على الغراس المطعمة بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع وتقطع الأربطة؛ إذ يكون قد تم الالتحام بين الطعم والأصل.
بعد نجاح التطعيم وتفتح البرعم يتم قص الغرسة أعلى منطقة التطعيم مع ترك جزء من خشب الأصل بطول 5-10 سم .
يربط الطعم عليه لتوجيهه وحمايته من الأضرار الميكانيكية في المراحل الأولى لنموه حتى يصبح بطول 20 - 30 سم.
يزال بعدها هذا الجزء من الأصل من نهاية الحرف T مباشرة ويترك الطعم فقط.
التطعيم بالبرعمة الحلقية: Ring budding
تستخدم هذه الطريقة عندما تكون أقلام التطعيم والغراس المراد تطعيمها قليلة الثخانة.
يستخدم لذلك سكين تطعيم مزدوجة النصل المسافة بينهما 3-5 سم يزال بواسطتها حلقة كاملة من لحاء الأصل.
ويؤخذ البرعم مع حلقة كاملة من لحاء قلم التطعيم وتركب مكان الحلقة المفصولة من الأصل وتربط وتعامل كما سبق عند التطعيم بالبرعمة الدرعية. تستخدم هذه الطريقة في الغراس التي يسهل فيها فصل اللحاء عن الخشب كما هو التفاحيات واللوزيات ... وغيرها .
التطعيم بالبرعمة الرقعية: Patch budding :
تستخدم هذه الطريقة في الأشجار ذات القلف السميك كالجوز والبيكان والتين وغيرها.
إذ يؤخذ البرعم مع جزء من لحاء الطعم على شكل مربع أو مستطيل ويستخدم لذلك سكين خاصة.
وتزال قطعة مشابهة تماماً من لحاء الأصل، وتركب البرعمة الرقيعية مكانها، وتربط وتعامل كمعاملة البرعمة الدرعية
التطعيم ببرعمة الييما: Yema budding:
تستخدم هذه الطريقة في الأشجار التي يصعب فيها فصل اللحاء عن القلف، كما هو الحال في الكرمة.
إذ يفصل البرعم مع جزء من اللحاء والخشب، ثم يزال جزء مشابه من ساق الأصل وتركب مكانه برعمة الييما وتربط وتعامل معاملة الحالات السابقة للتطعيم بالبرعم.
مواعيد التطعيم بالبرعم:
يتم التطعيم بالبرعم اليقظ أو البرعم النائم أو البياتي، وبالتالي فإن موعد التطعيم بالبرعم اليقظ يكون خلال موسم النمو في الربيع وبداية الصيف (آذار – حزيران) .
ويمكن استخدام براعم ناضجة من العام الماضي، ولم تتفتح في الربيع عند التطعيم المبكر، أو استخدام براعم ناضجة تشكلت في الربيع عند التطعيم الربيعي المتأخر.
أما التطعيم بالبرعم البياتي فيكون في أواخر الصيف والخريف.
اذ يتم الالتحام بين الطعم والأصل، ويبقى البرعم حتى بداية الربيع التالي ليتفتح ويعطي نمواً جديداً (أواخر شهر آب – أيلول)، كما هو الحال في التفاحيات واللوزيات.
أما بالنسبة للحمضيات فيمكن التأخير في الموعد حتى أواخر شهر تشرين الأول وخلال شهر تشرين الثاني لضمان عدم تفتح البرعم قبل حلول الشتاء لكي لا تتشكل نموات خضرية جديدة لا تتخشب قبل انخفاض الحرارة فتموت.
التطعيم بالقلم: Grafting
يحتوي قلم التطعيم على قمة نامية أو أكثر مع جزء من الفرع الناضج وهو بثخانة قلم الرصاص ومن هنا أنت تسميته بالقلم.
تؤخذ أقلام التطعيم عادة من فروع ناضجة بعمر سنة كما هو الحال في التفاحيات واللوزيات والحمضيات والكيوي وغيرها.
ونادراً ما يكون بعمر أكثر من سنة إلا في حالات خاصة كما هو الحال في الزيتون.
يستخدم التطعيم بالقلم في الغراس التي يصعب فيها رفع اللحاء عن الخشب، أو عند تطعيم غراس أو أشجار ثخينة، أو التطعيم على الجذر مباشرة .
كما هو الحال في التفاح والكمثرى عند الرغبة في الحصول على غراس من العقل الجذرية مطعمة بالصنف المرغوب.
يتم التطعيم بالقلم بالطرق الآتية:
1 - التطعيم بالقلم السوطي.
2 - التطعيم بالقلم اللساني.
3- التطعيم بالقلم الشقي ويقسم إلى :
أ- شقي طرفي.
ب شقي جانبي.
4- التطعيم اللحائي وقسم إلى :
لحائي طرفي.
لحائي جانبي.
5- التطعيم العلاجي ويقسم إلى:
أ - تطعيم جسري أو قنطري.
ب تطعيم دعامي.
6- التطعيم التاجي.
7 - التطعيم باللصق.
1 - التطعيم السوطي: Whip grafting وتستخدم هذه الطريقة عندما تكون أفلام التطعيم والأصل بالثخانة نفسها أو قريبة جداً من بعضها في الثخانة.
وقد يكون الأصل غرسه بعمر سنة واحدة، كما هو الحال في التفاحيات واللوزيات.
أو قد يكون عقلة عادية، كما هو الحال في الكرمة عند استخدام عقل من أصول مقاومة للأمراض والحشرات في التربة ولارتفاع الكلس الفعال فيها.
يتم التطعيم في هذه الطريقة بعد قص الأصل وبريه من الناحية العلوية من جهة واحدة، كما يبرى قلم التطعيم بالطريقة نفسها من الأسفل على أن تكون البرية بطول 5-3 سم، ملساء ناعمة.
يتم بعد ذلك تطبيق البريتين على بعضهما، وتربط بخيوط الرافيا أو بالنايلون وتغطس بشمع التطعيم.
2- التطعيم اللساني: Tong grafting تشبه برية القلم والأصل برية القلم السوطي مع فارق بسيط وهو إجراء شق على شكل اللسان في الثلث العلوي للأصل وفي الثلث السفلي لقلم التطعيم بطول 1 - 1.5 سم ومن ثم يتم تركيب قلم التطعيم مع الأصل.
هذا الشق يجعل قلم التطعيم والأصل متداخلين وأكثر ثبتاً ، ويمكن الاستغناء عن عملية الربط في كثير من الحالات.
ويكتفى بتغطية المنقطة بشمع التطعيم فقط، ويزيد منطقة الخلايا المولدة المتلامسة في كل منهما وتزداد نسبة نجاح التطعيم.
تنفذ هذه الطريقة من التطعيم في أماكن مخصصة كبيت بلاستيكي أو المخبر على الطاولة ويدعى بالتطعيم اللساني أو الإنكليزي.
3- التطعيم بالقلم الشقي: Cleft grafting تستخدم هذه الطريقة عن تطعيم غراس أو أشجار قطر ساقها كبير ولا يقل عن 1.5 - 2 سم.
إذ يقطع الأصل فوق سطح التربة بمسافة لا تقل عن 15-25 سم، ويشق الأصل عمودياً في منتصف الساق لعمق 5-7 سم .
وأحياناً يشق بشكل متصالب عندما يكون قطر الساق ثخيناً، ويتسع لأكثر من قلم تطعيم.
يستخدم ساطور التطعيم عندما تكون الأشجار المراد تطعيمها ثخينة جداً.
بعد أن يتم شق الأصل يبرى قلم التطعيم من الأسفل بريتين متجاورتين بطول 3- 5 سم.
بحيث تكون البرية ملساء ناعمة رقيقة من الأسفل، وتزداد سماكتها كلما ارتفعت البرية باتجاه الأعلى .
على أن تنهي كل برية بفرضة صغيرة تدعى نقطة ارتكاز يستند بها قلم التطعيم على خشب الأصل، ويزيد من نسبة نجاح التطعيم.
ويراعى أن تكون البرية رقيقة من الداخل أكثر منها في الجهة الخارجية، مما يساعد في انطباق الشق على قلم التطعيم بشكل جيد وننصح بإزالة اللحاء المتبقي من الجهة الداخلية حتى لا يتعفن ويسبب نقطة ضعف للطعم.
بعد تركيب أقلام التطعيم تربط جيداً وتغطى بشمع التطعيم بحيث تغطي كامل الجرح.
تدعى هذه الطريقة التطعيم بالقلم شقي طرفي .
وهناك طريقة أخرى من التطعيم الشقي تدعى شقي جانبي؛ إذ يتم إحداث الشق في الأصل من الجانب وفي المكان المناسب دون قطع الأصل بوساطة ساطور التطعيم.
وفي هذه الحالة يبرى قلم التطعيم برية القلم السوطي مع برية صغيرة من الجهة الخلفية لبرية القلم مما يزيد من أسطح التماس لكل من الخلايا المولدة لقلم التطعيم والأصل .
يتم الربط بشكل جيد، ويغطى بشمع التطعيم.
تستخدم هذه الطريقة عند إجراء التطعيم العلاجي الجسري و الدعامي)، وفي بعض الأشجار التي يكون فيها نجاح التطعيم ضعيفاً.
4- التطعيم اللحائي: Bark grafting : تستخدم هذه الطريقة في الأشجار التي يسهل فيها رفع اللحاء عن الخشب ، إذ يرشق قلم التطعيم تحت لحاء الأصل .
ينفذ التطعيم بالقلم اللحائي إما لحائي طرفي، أو لحائي جانبي.
لحائي طرفي : Notch grafting بعد أن يقطع الأصل على الارتفاع المطلوب يتم رفع اللحاء من جانب القطع كما هو الحال عند التطعيم بالبرعمة الدرعية .
على أن يشكل مكان القطع بداية الحرف T يبرى القلم من جهة واحدة فقط كما هو الحال في برية القلم السوطي مع فارق بسيط هو إجراء نقطة ارتكاز (فرضة) في أعلى البرية يرتكز بوساطتها قلم التطعيم على خشب الأصل في مكان القطع.
يراعى عند إجراء البري أن تكون البرية ملساء ناعمة، وأن تكون رقيقة من الأسفل بحيث تنتهي بجزء من اللحاء.
يتم الربط بعد تركيب القلم على الأصل ويشمع كما سبق.
لحائي جانبي : Side bark grafting: ينفذ هذا الشكل من التطعيم دون قطع الأصل؛ إذ يتم رفع اللحاء بعد إجراء شق على شكل حرف T كما هو الحال عند التطعيم بالبرعة الدرعية.
ويبرى قلم التطعيم من جهة واحدة كما هو الحال في برية قلم التطعيم السوطي ومن ثم يرشق القلم تحت لحاء الأصل ويربط، ويشمع كما سبق.
تستخدم هذه الطريقة عن التطعيم العلاجي الجسري أو الدعامي).
5- التطعيم العلاجي: يستخدم التطعيم العلاجي عندما تتعرض الأشجار الأضرار في اللحاء (القلف) سواء في الساق أو الفروع الهيكلية، أو أضرار في المجموع الجذري .
أو المعالجة بعض أعراض نقص العناصر الصغرى لعدم تحمل الأصل لارتفاع الكلس الفعال في التربة.
يشمل التطعيم العلاجي التطعيم الجسري (القنطري)، أو التطعيم الدعامي.
أ- التطعيم الجسري (القنطري): Bridge grafting تستخدم هذه الطريقة عند تعرض لحاء الشجرة على الساق أو الفروع الهيكلية، مما يعيق وصول الغذاء إلى الأجزاء العلوية من الشجرة.
في مثل هذه الحالة يمكن التطعيم أعلى وأسفل منطقة الإصابة بأقلام طويلة بحيث تبدأ قبل منطقة الضرر وتنتهي بعدها بعدة سنتيمترات.
إذ تشكل أقلام التطعيم في المستقبل ما يشبه الجسر تعبر منه المواد الغذائية النسغ الناقص والنسخ الكامل) من و إلى المجموع الخضري والمجموع الجذري.
ينفذ هذا الشكل من التطعيم إما لحائي جانبي أو شقي جانبي كما ذكر سابقاً.
التطعيم الدعامي : Inarching grafting : يستخدم هذا الشكل من التطعيم عند تعرض جزء من المجموع الجذري لأضرار متنوعة تؤدي إلى تلفه وموته، مما يضعف نمو الشجرة لعدم وصول الكمية الكافية من النسخ الناقص إلى المجموع الخضري .
أو ظهور أعراض نقص العناصر على المجموع الخضري نتيجة لعدم تحمل الأصل ارتفاع نسبة كربونات الكالسيوم الفعالة في التربة.
في مثل هذه الحالة يمكن الاستعاضة عن المجموع الجذري بمجموع جذري جديد عن طريق زراعة عدة غراس حول الشجرة المتضررة.
ثم تبرى هذه الغراس من الأعلى وتطعم بها ساق الشجرة جانبياً سواء بالشقي الجانبي أو اللحالي الجانبي.
وبالتالي تشكل هذه الغراس الساق الفعلي في المستقبل والمجموع الجذري الجديد الذي يحل محل المجموع الجذري المتضرر.
6- التطعيم التاجي: Crown grafting تنفذ هذه الطريقة عند الرغبة في تغيير صنف غير مرغوب بصنف مرغوب.
إذ يتم التطعيم على الفروع الهيكلية الأولى أو نصف الهيكلية بعد قطعها في المكان المناسب ويتم ذلك إما بالتطعيم شقي طرفي أو اللحائي الطرفي.
7 - التطعيم باللصق : Approach grafting : ينفذ هذا الشكل من التطعيم عند تقارب فروع شجرة مرغوبة كصنف وشجرة مرغوبة كأصل يكشط اللحاء في كلا الفرعين المتقاربين ومن ثم يتم الربط وتترك دون أن تفصل إلى أن يتم الالتحام بين الفرعين.
بعد ذلك يقطع الفرع المستخدم كنصف مرغوب أسفل منطقة التطعيم بينما يقع الفرع المعتبر كأصل من أعلى منطقة التطعيم.
في جميع هذه الأنواع، يتم الاستفادة من خصائص كل من النبات المطعَّم والنبات الأصل لتحقيق الفوائد المرجوة في الإنتاج الزراعي، مثل زيادة الإنتاجية، تحسين الجودة، وتعزيز المقاومة للأمراض والآفات.
فوائد تطعيم النباتات في الإنتاج الزراعي:
يوفر تطعيم النباتات العديد من الفوائد في مجال الإنتاج الزراعي، من أهمها:
1. زيادة كفاءة الإنتاج: حيث يمكن للتطعيم تحسين صفات النباتات المرغوبة مثل الإنتاجية والجودة.
على سبيل المثال، تطعيم الأشجار المثمرة بأصناف ذات إنتاجية عالية يؤدي إلى زيادة المحصول.
2. مقاومة الأمراض والآفات: من خلال استخدام أصول مقاومة للأمراض والآفات.
مثال على ذلك، تطعيم نباتات الطماطم بأصول مقاومة لأمراض العفن الزغبي يحسن مقاومتها لهذا المرض.
3. التكيف مع البيئات الصعبة: يمكن للتطعيم تحسين قدرة النباتات على التكيف مع الظروف البيئية القاسية مثل الجفاف أو الملوحة.
على سبيل المثال، تطعيم نباتات الحمضيات بأصول مقاومة للملوحة يحسن قدرتها على النمو في الأراضي الملحية.
4. إنتاج أصناف جديدة: يساعد التطعيم في إنتاج أصناف نباتية جديدة بخصائص مرغوبة.
يمكن تطعيم أصناف مختلفة من الفاكهة لإنتاج أصناف جديدة ذات خصائص محسنة.
5. الحفاظ على التنوع الوراثي: حيث يمكن الاحتفاظ بالسلالات النادرة أو المهددة بالانقراض عن طريق التطعيم.
على سبيل المثال، تطعيم هذه السلالات على أصول قوية يساعد في الحفاظ عليها.
تقنيات حديثة في تطعيم النباتات:
شهد مجال تطعيم النباتات تطورات كبيرة في السنوات الأخيرة، ومن أبرز التقنيات الحديثة ما يلي:
1. تقنية تطعيم النباتات بالجينات: وهي إدخال جينات معينة إلى النبات المطعَّم لتحسين صفاته الوراثية المرغوبة.
مثال على ذلك، يمكن إدخال جينات مقاومة للجفاف إلى نبات مطعَّم لتحسين قدرته على التحمل.
2. الاستخدامات الابتكارية لتطعيم النباتات: ظهرت في الآونة الأخيرة تطبيقات جديدة لتقنية التطعيم، مثل تطعيم النباتات لإنتاج مواد كيميائية نباتية ذات قيمة طبية أو صناعية.
على سبيل المثال، يمكن تطعيم نباتات الصبار بأصول مقاومة للجفاف لإنتاج مواد نباتية ذات قيمة دوائية.
تحديات وآفاق مستقبلية لتطعيم النباتات:
على الرغم من الفوائد الكبيرة لتقنية تطعيم النباتات، إلا أنها تواجه بعض التحديات، منها:
1. التحديات التقنية: مثل صعوبة إجراء عملية التطعيم بشكل دقيق وناجح، وكذلك تطوير تقنيات جديدة لتحسين كفاءة التطعيم.
كتحسين تقنيات التطعيم بالجينات لزيادة معدلات النجاح.
2. الآفاق المستقبلية: من المتوقع أن تشهد تقنية تطعيم النباتات تطورات مستقبلية كبيرة، مثل تطوير تقنيات التطعيم بالجينات وتطبيقات جديدة لاستخدام التطعيم في الزراعة.
مثال على ذلك، استخدام التطعيم لإنتاج مواد نباتية ذات قيمة صناعية أو طبية.
الخلاصة:
تعتبر تقنية تطعيم النباتات كما ذكرنا سابقا أداة حيوية في مجال الزراعة والإنتاج النباتي.
هذه التقنية تلعب دورًا محوريًا في تحسين إنتاجية المحاصيل الزراعية وتطوير أصناف نباتية جديدة مقاومة للأمراض والآفات.
مع التطورات الحديثة في هذا المجال، من المتوقع أن تشهد تقنية تطعيم النباتات مزيدًا من التقدم والابتكارات في المستقبل، مما سيساهم في تحسين الإنتاج الزراعي وتعزيز الأمن الغذائي.
أسئلة شائعة:
س1: ما هو مفهوم تطعيم النباتات؟
ج1: تطعيم النباتات هو عملية إدخال جزء من نبات (عين أو قلم) إلى نبات آخر (الأصل) بحيث ينمو الجزء المطعَّم على الأصل وتتحد الأنسجة بينهما.
س2: ما هي أهمية تطبيق تقنية تطعيم النباتات في الزراعة؟
ج2: تتمثل أهمية تطبيق تقنية تطعيم النباتات في زيادة إنتاجية المحاصيل، تحسين مقاومة النباتات للأمراض والآفات، التكيف مع البيئات الصعبة، إنتاج أصناف جديدة، والحفاظ على التنوع الوراثي.
س3: متى يجب تطعيم النباتات؟
ج3: يفضل تطعيم النباتات في فصلي الربيع أو الخريف، عندما يكون للنباتات نشاط نمو جيد.
س4: ما هي التقنيات الحديثة في مجال تطعيم النباتات؟
ج4: من أبرز التقنيات الحديثة في تطعيم النباتات: تقنية تطعيم النباتات بالجينات والاستخدامات الابتكارية لتطعيم النباتات.
س5: ما هي الأدوات اللازمة لتطعيم النباتات؟
ج5: - سكين حاد.
- شريط تطعيم أو شاش.
- مطهر.
س6: كيف يمكنني التأكد من نجاح عملية التطعيم؟
ج6: - تأكد من أن الطعم والأصل من نفس النوع أو الأنواع المتوافقة.
- تحقق من أن الجروح متطابقة وتلامس جيدًا.
- حافظ على رطوبة المنطقة المطعمة.
المراجع:
1. Hartmann, H. T., Kester, D. E., Davies, F. T., & Geneve, R. L. (2018). Hartmann and Kester's plant propagation: Principles and practices. Prentice Hall.
2. Mudge, K., Janick, J., Scofield, S., & Goldschmidt, E. E. (2009). A history of grafting. Horticultural reviews, 35, 437-493.
3. Rouphael, Y., & Colla, G. (2018). Synergistic biostimulatory action: Designing the next generation of plant biostimulants for sustainable agriculture. Frontiers in plant science, 9, 1655.
4. Tsaballa, A., Athanasiadis, C., Pasentsis, K., Ganopoulos, I., Nianiou-Obeidat, I., & Tsaftaris, A. (2013). Molecular studies of inheritable grafted tomato trait. Scientia Horticulturae, 149, 2-8.
5. {د.دواي، د.مخول ، د.سمرة} (2019) كتاب مبادئ علم البستنة، كلية الزراعة، جامعة تشرين.